ارحلي /بقلم الأستاذة وفاء أعمو

ارحلي...

كنا...وكان الهوى راعينا
يحلي وينير عتمة ليالينا
يرمي حباله المخملية ويسكن حكاوينا
وبرقة يضع حدا لجميع مآسينا
يرفعنا على جناحيه للسما...ويعلينا
لنعود بعدها عطشى...والعيب على الساقينا
طرنا على جناحي الهوى...والشوق يكاد يفنينا
تجرعنا مرارته عسلا...ولذة الوصال تضحكنا وتبكينا

جنة هي، قطوفها كرز أحمر....
سقيناه حبا فأزهر
ارتشفنا من عيونها كؤوسا...
فأصبح كل يابس أخضر
أسرني همس كلماتها...
ومن سحر العيون بدأت أسكر
مددت يدي من قطوفها أكثر..
فتمنعت ورسمت حواجز فيها أتعثر
رجوتها، جثوت على ركبي.. من جوعي أتضور..
لكنها منعت عطاياها.. وتركتني أتحسر
أقلب أيامي الجميلة.. وأتذكر...
حين كنا سوية.. وعواطفنا تتفجر
حين ركبنا الأحلام ..وغنينا للعندليب الأسمر

واليوم جاءتني.. في مشيتها تتمختر
وكل شيء فيها ..قد تغير
وجهها الطفولي، براءتها وضحكتها الخجولة...
كل شيء.. قد تغير
هي غريبة، استعارت عطر حبيبتي...
ووضعت على الشفاه أحمر
رمتني بنظرات جريئة...
كانت من السيف أخطر
داعبت بوقاحة أزرار قميصي...
ومن شفاهي عزمت أن تثأر
انساب شعرها فوقي شلالا...
وكل ما في ذاخلي غنى...وأزهر

لا..لا ..ابعدي عني وجهك المدور...
الذي من هذياني.. أراه قطعة سكر
ابعدي الينابيع والأزهار والصنوبر...
ابتعدي... يا قطعة الجوهر
فما عدت أقوى على جمر عيونك...
أحرقتني.. أحرقت اليابس والأخضر

أ يا ماضي الشهيد ..ارحل..
فلقد انتحرت أحاسيس الفؤاد ..كما لم أتصور
ولم أعد أقوى على القرب ..أكثر
ارحل فأنت إناء جميل.. لكن كل جميل فيك ..قد تكسر

                         وفاء أعمو ( المغرب)